ما معنى أن تموت الكلمات يومًا داخل الحناجر و تأبى الخروج
و أن يموت الحق تحت أيدي طغاة لا يعون من الحياة سوى الحروب
و أن تموت الكرامة تحت ظرف أَهلك صاحبه و أبقاه جسدًا بلا روح
و ماذا عن الارامل و اليتامى حين ينقطع عنهم جسرًا من الأمل كان يمدهم
و ماذا عن الحروف حين تخون المواقف فلا تعبير كان يجب أن يليق به
و حين تحكي تلك النظرات الموجعة لمن عاد به الزمن ليكشف له أن آمان و دفء الاهل لا يساويه مكان
و تلك الروح حين غادرت لباريها قبل توبة أودمعة أو دعاء
و ذلك الكتاب المركون و قد أعتلاه غبار أيام جهل صاحبه
و ذلك الطير المحبوس بالقفص و قد زين الدار و لكن قلبه من الهم و اليأس انكسر
و من لتلك البيوت القديمة التي سكنها اجدادنا حين غادوا و تركناها و نسينا معها الالفه و الاحترام و عادات محاها الزمان
و تلك التي نركت أهلها لتخدم و تعول اهلها و تُعامل بكل إنحطاط و كأنها ليست إنسان
و يا لحزني على أنفسنا حين تنفاخر بالقراءة لفلان و علان و نسينا كلام الرحمن
و حين نتفاخر و نمتدح من نَصِفه بالجمال كالقمر و تارة بالقبح كالقرد و الظلام يا لوقاحتنا تطاولنا على الطبيعة فكلهم خلق الله و نحن فينا هوس التصنيف و كبرياء الانواع
مجّدنا الاصدقاء و سحقنا العائلة و الاقرباء ، فضلنا مرور الايام عبثًا و لم ننجز سوى الكلام فهو أسهل من أن ننهض من الفراش و نواجه عبىء الايام ، حقًا نجهل الكثير و نظن أننا نملك الكثير ، لا زال بالعالم متسع و عند أدنى مصيبة نرى أننا انتهينا و كل شي ضدنا و سيسحقنا ، نحن ظننا و حين نظن يحقق الله ما ظنناه إن خيرًا فخيرا و إن شرًا فـشرا .